--------------------------------------------------------------------------------
الحُبّ .. كلمة من حَرْفِين يِتْهَنُّوا بِيهِ اتْنِين !!..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
كثيرًا ما كنتُ أسمعُ هذه الجملةَ يَتَغَنَّى بها رَفِيقى العِشقِ في أفلامِ السينما العتيقة ..
إذ يُخيَّلُ للعشيقينِ أنهما كعصفورين مُغرِّدين بِلَحْنِ أشواقِ الهوى ؛ على شجرةِ حياةٍ تخلُو ممَّا سواهُما !!..
و يصوِّران بهذه المقولةِ أزَلِيَّةَ اجتماعِهما كدَيْمُومَةِ اقتصارِ لفظةِ الحُبِّ على حرفَيْنِ لا ثالثَ لهما و لا شَرِيك !!..
و يَدِينُونَ ببقاءِ الهيامِ بينهما بقاءَ حَرْفَي الحُبِّ سويًا أبد الآباد !!..
و يالها من مفارقةٍ عجيبة ؟؟!!..
فقدكنتُ أبحث بالأمس عن معنى كلمة حُبّ و مُرادِفاتِها في محرِّكِ بحثٍ يحتوي أربعة ملايين كلمة من خمسٍ من بحور قواميس العَرَب ؛ إلا أنني لم أجد لتلك الكلمة ثنائية الحروف معنى و لا مُرادف !!..
ثم ذكرتُ أن البحث بالمصدر الثلاثيّ ؛ و لكانني كنت نائمًا أو تائِهًا .. فهذا من بديهيات اللغة التي تعلمناها مُذ نعومةِ الأظفار و طهارةِ القلوب !!..
و لم أجد معنى كلمة حُبّ إلا حين بحثت عن المصدر الثلاثي : حبب ح ب ب ..
فنفضت عن قلبي ران العادة لأرى بُهتانَ العبارةِ واسعةِ الذِّكر ؛ و شاهدتُ كم تنقلب الفطرُ و تنتكسُ العقولُ بفعل الإعلامِ و فيروساته المزمنة !!..
إذ كان للحرفين شريكٌ ثابتٌ لا تقوم الكلمة إلا به و لا ينبني لها مَصْدَرٌ في غيابه ؛ و لا يزال شريكُ الحَرْفَينِ مُلازمًا لهما .. و لكن لا تراهُ العيون !!..
لكن سدنة العشق نفوه و كأنهم أخفوه !!.. و أتوا بوهمٍ في النُّهى زرعوه !!..
و من هُنا خطر لي تعديل المقولة إلى حقيقةِ حالِ الحرفين و شريكِهِمَا .. كي تصير :
الحُب .. خيبَة بينِ اتْنِين و تَالِتْهُم لَهُ قَرْنِين !!..
قال طِبُّ القلوبِ و دواؤُها محمد صلى الله عليه و سلم :
(( ألا لا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بامرأةٍ إلا كان ثالثُهُمَا الشيطان ))
[ حسنٌ صحيح : عارضة الأحوذي 5/26 ]
فيا مُحْتَرِفِي العِشْق و عُبَّاد الهوى ؛ لا أصْلَ لشِعَارِكُم و لا راية ..
و لا كَرَامة ..
::
::
::تعقيبٌ ::
الحبُّ أنواع ؛ منها الممدوح و منها المذموم ..
و لكن أنواعه الممدوحة كلها جاءت مُضافة إلى غيرها و مُقيدة ؛ إلا نوعين جاء أحدهما مجرَّدًا و الآخر مُضافًا إضافةً تبين فساده !!..
فمِنْهُ :
حبُّ الله تعالى : و هذا واجبٌ معروف لا يتمُّ إيمان عبد إلاَّ بمُطلَقِه ؛..
و حبّ رسول الله صلى الله عليه و سلم : و هذا كما في حب الله تعالى ..
حبٌّ في الله : و هذا يكون بحب من أحب الله و رسوله و بغض من أبغض الله و رسوله ؛ و هو الولاءُ و البراء .
حبٌ طبيعي : و هو حب الأم و الأب و الأهل و الوطن ، و حب الزوجة و الأولاد ؛ و كله حب الانجذاب و التعوُّد و الفطرة السليمة .
حبٌّ مع الله : و هذا حب الكفار لمن يعبدونهم دون الله و يشركونه معه في العبادة ، و قد يقع فيه المسلمين إذا فُتنوا بمالٍ أو منصبٍ أو امرأة غير حليلة أو حليلة تأمر بخلاف أمر الله ؛ و كذا تقع فيه المرأة إذا عشقت في غير حلٍّ و تاهت في الوَلَه .
و أما ما قصدته في خاطرتي هذه فهو الحب في الاصطلاح العام المتبادر إلى الذهن لأول وهلة !!..
و قد قدَّمتُ في بداية مقالتي مقصدي من أنه ( العشق بغير زواج ) ؛ ذلك المنتشر في الفضائيات و بين الهمل من بني آدم !!..
اقتباس:
:: كثيرًا ما كنتُ أسمعُ هذه الجملةَ يَتَغَنَّى بها رَفِيقَي العِشقِ في أفلامِ السينما العتيقة ::
و يكون حرامًا مذمومًا مقبوحًا ؛ متروكًا لضمان صلاح القلب و نقاء المجتمع ..
و هو الحب الوحيد الذي اصطلح الناس على ذكره مجرَّدًا ..
فإن أضيف له محبوبًا شريفًا كان ممدوحًا ؛ و إلا شانته ريبته و انفراده و تسلط الشيطان عليه و عُلم حينها أنه العشق .. داءُ التائهين ..
الحُبّ .. كلمة من حَرْفِين يِتْهَنُّوا بِيهِ اتْنِين !!..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
كثيرًا ما كنتُ أسمعُ هذه الجملةَ يَتَغَنَّى بها رَفِيقى العِشقِ في أفلامِ السينما العتيقة ..
إذ يُخيَّلُ للعشيقينِ أنهما كعصفورين مُغرِّدين بِلَحْنِ أشواقِ الهوى ؛ على شجرةِ حياةٍ تخلُو ممَّا سواهُما !!..
و يصوِّران بهذه المقولةِ أزَلِيَّةَ اجتماعِهما كدَيْمُومَةِ اقتصارِ لفظةِ الحُبِّ على حرفَيْنِ لا ثالثَ لهما و لا شَرِيك !!..
و يَدِينُونَ ببقاءِ الهيامِ بينهما بقاءَ حَرْفَي الحُبِّ سويًا أبد الآباد !!..
و يالها من مفارقةٍ عجيبة ؟؟!!..
فقدكنتُ أبحث بالأمس عن معنى كلمة حُبّ و مُرادِفاتِها في محرِّكِ بحثٍ يحتوي أربعة ملايين كلمة من خمسٍ من بحور قواميس العَرَب ؛ إلا أنني لم أجد لتلك الكلمة ثنائية الحروف معنى و لا مُرادف !!..
ثم ذكرتُ أن البحث بالمصدر الثلاثيّ ؛ و لكانني كنت نائمًا أو تائِهًا .. فهذا من بديهيات اللغة التي تعلمناها مُذ نعومةِ الأظفار و طهارةِ القلوب !!..
و لم أجد معنى كلمة حُبّ إلا حين بحثت عن المصدر الثلاثي : حبب ح ب ب ..
فنفضت عن قلبي ران العادة لأرى بُهتانَ العبارةِ واسعةِ الذِّكر ؛ و شاهدتُ كم تنقلب الفطرُ و تنتكسُ العقولُ بفعل الإعلامِ و فيروساته المزمنة !!..
إذ كان للحرفين شريكٌ ثابتٌ لا تقوم الكلمة إلا به و لا ينبني لها مَصْدَرٌ في غيابه ؛ و لا يزال شريكُ الحَرْفَينِ مُلازمًا لهما .. و لكن لا تراهُ العيون !!..
لكن سدنة العشق نفوه و كأنهم أخفوه !!.. و أتوا بوهمٍ في النُّهى زرعوه !!..
و من هُنا خطر لي تعديل المقولة إلى حقيقةِ حالِ الحرفين و شريكِهِمَا .. كي تصير :
الحُب .. خيبَة بينِ اتْنِين و تَالِتْهُم لَهُ قَرْنِين !!..
قال طِبُّ القلوبِ و دواؤُها محمد صلى الله عليه و سلم :
(( ألا لا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بامرأةٍ إلا كان ثالثُهُمَا الشيطان ))
[ حسنٌ صحيح : عارضة الأحوذي 5/26 ]
فيا مُحْتَرِفِي العِشْق و عُبَّاد الهوى ؛ لا أصْلَ لشِعَارِكُم و لا راية ..
و لا كَرَامة ..
::
::
::تعقيبٌ ::
الحبُّ أنواع ؛ منها الممدوح و منها المذموم ..
و لكن أنواعه الممدوحة كلها جاءت مُضافة إلى غيرها و مُقيدة ؛ إلا نوعين جاء أحدهما مجرَّدًا و الآخر مُضافًا إضافةً تبين فساده !!..
فمِنْهُ :
حبُّ الله تعالى : و هذا واجبٌ معروف لا يتمُّ إيمان عبد إلاَّ بمُطلَقِه ؛..
و حبّ رسول الله صلى الله عليه و سلم : و هذا كما في حب الله تعالى ..
حبٌّ في الله : و هذا يكون بحب من أحب الله و رسوله و بغض من أبغض الله و رسوله ؛ و هو الولاءُ و البراء .
حبٌ طبيعي : و هو حب الأم و الأب و الأهل و الوطن ، و حب الزوجة و الأولاد ؛ و كله حب الانجذاب و التعوُّد و الفطرة السليمة .
حبٌّ مع الله : و هذا حب الكفار لمن يعبدونهم دون الله و يشركونه معه في العبادة ، و قد يقع فيه المسلمين إذا فُتنوا بمالٍ أو منصبٍ أو امرأة غير حليلة أو حليلة تأمر بخلاف أمر الله ؛ و كذا تقع فيه المرأة إذا عشقت في غير حلٍّ و تاهت في الوَلَه .
و أما ما قصدته في خاطرتي هذه فهو الحب في الاصطلاح العام المتبادر إلى الذهن لأول وهلة !!..
و قد قدَّمتُ في بداية مقالتي مقصدي من أنه ( العشق بغير زواج ) ؛ ذلك المنتشر في الفضائيات و بين الهمل من بني آدم !!..
اقتباس:
:: كثيرًا ما كنتُ أسمعُ هذه الجملةَ يَتَغَنَّى بها رَفِيقَي العِشقِ في أفلامِ السينما العتيقة ::
و يكون حرامًا مذمومًا مقبوحًا ؛ متروكًا لضمان صلاح القلب و نقاء المجتمع ..
و هو الحب الوحيد الذي اصطلح الناس على ذكره مجرَّدًا ..
فإن أضيف له محبوبًا شريفًا كان ممدوحًا ؛ و إلا شانته ريبته و انفراده و تسلط الشيطان عليه و عُلم حينها أنه العشق .. داءُ التائهين ..